قراءة في المجموعة القصصية ( صلاة الليل ) للقاص صالح جبار محمد خلفاوي

كتب / سعد جمعة

إن وظيفة الأدب لاتعني فيما تعنيه غلق المسارات المتشعبة في تلاطم أمواج الحياة المنسابة بدون توقف للتداعيات … وفي الحديث عن المجموعة القصصية ( صلاة الليل ) نكتشف عوالم متناثرة لمديات تتأرجح للتواصل في دفق ينبأ عن ذاكرة تحترف الواقع النابت بين أشواك وأدغال الحقيقة المجردة ..
أنه يكتشف بقصد عن معاناة أبطاله المتسربلين بلوعة التجربة في خضم لوعة التدافع نحو (الزوبعة ) التي تضم في جسدها الفوضى المضطرمة لأجل الخلاص من وهم ال (أنا ) لتحدد طريقا يسلكه الاخرون ..
في حين تبقى قصة (الهاتف ) لغزا عصي الحل لامرأة (تأتي ولا تأتي ) عالم من البوح لأسرار يتكتم عليها القاص في محاولة منه لكسر حاجز الإلقاء ..
وحتى لايبقى أسير التلقي فقط فلابد من شحذ التفكير .. وفي (العابرون نحو مدى الحرية ) نتلمس الدرب في معاناة لكثيرين كانوا يدفعون إلى مجاهل لاطائل لها سوى العبث بقدرات المضطهدين والمعذبين في لغة سهلة و(هذيان يحمل أوصالي المنسابة فوق جحيم الإنسان المتعالي , تمنيت لحظة عطف تمنحني الثقة بأني بشر لازال يعيش تحت الشمس ..) أنه تواصل يوحي بثقة مفرطة إزاء الواقع المعاش
وفي (صلاة الليل ) وهي القصة التي حملت عنوان المجموعة نكتشف أنها تتحدث عن أبعاد فيها صور تكشف عن خيال خصب , لكن الإشكالية التي حملتها بين إيحاء الديني في (صلاة الليل والطرح الاجتماعي فيها , لكنها أبدا لم تبتعد عن خلفيتها الإسلامية رغم عدم الوضوح لدى القارئ بسبب تداخل العناوين ومن الممكن اختصار الثيمة بالآية الكريمة (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم .. ) ومن هذا التوظيف نكتشف السياقات المتتالية و (ضحكت في سري وتوثب داخلي عالم من الغرور يغزو مساماتي وأدركت أنها الشرارة التي ستوقدني وتبعثر كياني في التواصل الملتهب بلا انقطاع ..)
انها حرائق تكشف عن ظنون حبيسة لمتابعة الصور الحسية والتي لايمكن شطبها بجرة قلم .. لايجروء أحدا مهما كان ان يضع الحواجز امام التلاقي , وفي النص القرآني , توجد هناك الكثير من الصور الحسية ,من خلال الفهم البسيط للقراءة الأولية والأمثلة لايمكن حصرها … (وهمت به وهم بها )والفيا سيدها لدى الباب ) ( ولا تخضعن في القول ) ) …. وغيرها من الآيات الكريمة
صور حسية تعبر عن حالات لا يمكن تجاهلها ألا لمن لم يقرأ القرآن الكريم !!! ففي تجلياته الظاهرة نكتشف مشاهد زاخرة من التعبير الفذ عن المكونات الإنسانية ….
وفي قصة (مينا ) ملامسة للجرح الفاغر الذي لم يندمل بعد أنها معاناة من نوع اخر لايمكن كتمانه لأن (العدم يفرض سلوكه في الطرقات ) و( ودعتك جسدا وحملتك في قلبي عيونا .. )
فجيعة (تحمل غرور جذع فحل التوت ودفء زهرة الجلنار ورائحة الحليب وحصرم لم يحن وقت قطافه لكنه أبدا يرقد في القلب بحراة جمرة ….) لانستطيع أبدا غلق النوافذ عن طيوف مؤنسة وأرواح تتكدس في ملح الدموع وحتى لانشحذ سكاكين الآراء الجاهزة والمواقف المسبقة ونستمر في الطعن ( فلابد من تتبع محتويات الكتاب والأصابع تشير إلى السطور , وتعززت في ذهني صورة عصفورتي الشاردة وهي تشير بسبابتها إلى صدري قائلة : أريد هذا …

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد