دراسة: آلام الجسم مرتبطة بالألم الروحي والانفعالي

 إعداد: مبارك أجروض

تشير الدراسات إلى أن آلام الجسم مرتبطة بالألم الروحي والعاطفي،وعندما يشعر الإنسان بألمٍ جسدي يجب ان يغوص في داخل نفسه، وأن يصغي لأفكاره، حتى يتبين ما الذي ما زال يشده للماضي من حيث لا يدري.
عندما تصبح الحياة صعبة، وبعد فترة من الوقت نشعر وكأننا نحمل جبالا على أكتافنا؟ ولكن، هل تعلم أن هذه المشاعر يمكن أن تؤدي إلى تدهور صحتك ؟
تقول الدكتورة سوزان بابل، وهي طبيبة نفسسية مختصة في الاكتئاب الناجم عن الصدمات النفسية، في مجلة Psychology Today: ”إن الدراسات أظهرت أن الألم المزمن يمكن أن يكون سببه إصابة (جرج) جسدية، ولكن أيضا سببه التوتر والمشاكل العاطفية والانفعالية،فالضغط النفسي يمكن أن يؤدي إلى آلام في المعدة، ومتلازمة القولون العصبي، والصداع، وقد يؤدي إلى التذمرات الجسدية الأخرى، وإلى الألم المزمن”.

الألم رسالة تحذير

وترى الدكتورة أن هناك سبباً منطقياً لذلك فقد أظهرت الدراسات أن معظم الناس كلما كانوا قلقين ومتوترين كلما ازدادت عضلاتهم توتراً وتقلصاً، مما يتسبب مع مرور الوقت في هشاشة الجسد وعدم كفاءة العضلات في مجملها”.
وتضيف الدكتورة أن الأسوأ من ذلك أن من الممكن تطور الأعراض النفسية، أو الأعراض المرتبطة بالتوتر بسبب القضايا العاطفية العالقة.
ولذلك “في كثير من الأحيان الألم الجسدي يحذر الشخص من أنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به عاطفياً، وأنه يمكن أيضا أن يتعلق الأمر بعلامة عن صدمة نفسية لم تعالج على مستوى الجهاز العصبي”.

– آلام في رأسك
الآلام في رأسك، مثل الصداع، والصداع النصفي، يمكن أن يكون سببها الاجهاد اليومي، تأكد من أنك دائما تأخذ وقتا كافياً للاسترخاء، وحاول أن تمارس نشاطا لطيفاً للتخفيف من حدة التوتر.

– آلام في الرقبة
آلام الرقبة يمكن أن تشير إلى أن لديك صعوبة في مسامحة الآخرين، أو أنك تجد عناء في مسامحة نفسك.
إذا كنت تشعر بألم في عنقك فكّر في الأشياء التي تحبها في نفسك وعند الآخرين، حاول أن تبادر بخطوة نحو التسامح.

– الكتفان
الألم في الكتفين يمكن أن يشير إلى أنك تحمل عبأً انفعالياً حقيقياً.
المثل يقول “فلان يحمل هموم الدنيا على كتفيه”، ويعني هذا أن الشخص يحمل عبأً نفسيا ثقيلا، وكأنه يحمله على كتفيه، حاول حل مشكلتك من خلال استراتيجيات استباقية، وشارك أشخاصا آخرين في حياتك هذا العبء.

– آلام في أعلى الظهر
إذا كان لديك ألم في أعلى الظهر، فأنت على الأرجح تعاني من نقص في الدعم العاطفي.
لعلك تشعر أنك محروم من الحب الحقيقي، أو أنك “تحجز”حبك، إذا كنت عازباً قد يكون الوقت قد حان للبحث عن شخص ما.

– آلام أسفل الظهر
آلام أسفل الظهر يمكن أن تشير إلى أنك مهموم كثيراً بالمال، أو أنك بحاجة إلى الدعم العاطفي.
قد يكون الوقت قد حان لطلب رفع الأجر، أو النظر في مخطط مالي لمساعدتك على تحسين إدارة وضعك المالي، فلا تخش التواصل مع الآخرين للحصول على الدعم.

– الكوعان
الألم في المرفقين ناتج عن مقاومتك للتغيرات في حياتك، إذا كانت ذراعاك صلبتين يمكن أن يعني هذا أنك متصلب جداً في حياتك،وقد يكون الوقت حان للتفكير في تقديم تنازلات وجعل الأمور تتحرك، أو على الأقل، أن تساير الأمور.

– اليدان
بواسطة يديك تقيم الاتصال والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين، إذا كنت تشعر بألم في يدك، فإنه قد يعني أنك لا تذهب بعيداً بما فيه الكفاية، حاول أن تكوّن صداقات جديدة، تناول الغداء مع شريكك، حاول أن تبني علاقات جديدة.

– الوركان
إذا كنت خائفا من التحرك، فإن هذا الخوف يمكن أن يتجسد عن طريق الألم في الوركين.
ألمُ الورك يمكن أن يكون علامة على أنك تقاوم كثيرا التغيرات والانتقالات،وهذا يمكن أن يعبّر أيضا عن حذر في عملية صنع القرار،إذا كان لديك أفكار كبيرة، حان الوقت لاتخاذ قرار.

– الركبتان
الآلام في الركبتين يمكن أن تكون لأسباب مختلفة، ولكن هذا قد يكون علامة على وجود “أنا” (إيجو) متضخمة.
لعلك تعتقد أنك رائع جداً، كن متواضعاً خصص بعض الوقت لأنشطة تطوعية، تذكر أنك بشر أنت لست سوى إنسان.

– الساقان
عادة ما تظهر الآلام في الساقين بسبب بعض التوتر الانفعالي ،الإجهاد يمكن أن يكون أيضا السبب الرئيسي، والغيرة أيضا يمكن أن تسبب ألمًا في الساقين.

– الكاحلان
الألم في الكاحلين يمكن أن يكون علامة على أنك تحرم نفسك من المتعة، وقد يشير هذا إلى أنه حان الوقت لأن تضع مزيدا من “البهارات” (التوابل) في حياتك العاطفية.

– القدمان
عندما تكون مكتئبا، قد يحدث أن تشعر ببعض الألم في القدمين، فالكثير من السلبية أيضا يمكن أن يسبب الألم في قدميك. ابحث عن أفراح صغيرة في الحياة، تبنَّ حيوانا أليفا جديدا، أو جِدْ هواية جديدة، ابحث عن لحظات من الارتياح والفرح.

– الألم علامة تحذير روحي
وتؤكد الطبية النفسية سوزان بابل أنه “على الرغم من أننا لسنا دائماً على بينة من تأثير استمرار الصدمة فينا، معتبرين أن الحدث الصادم قد أصبح بالفعل وراء ظهورنا، فإن الجسم يمكن أن يكون متشبثا بمشاكل عالقة لم يتم حلها””.

ولهذا تنصح سوزان بابل “في المرة القادمة عندما تشعر بألمٍ جسدي، حاول أن تغوص في داخل نفسك، وأن تصغي لأفكارك، حتى تتبين ما الذي ما زال يشدك إلى الماضي من حيث لا تدري، وما هي المشاعر التي ما زالت تزعجك لأن الألم ينشط باعتباره علامة تحذير روحي، ولأن الشفاء يجب أن يحدث”.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد